سطع نجم الشاب حسني أسطورة الراي في الجزائر و في الوطن العربي خلال الثمانينيات و التسعينيات 1986 إلى 1994 من القرن الماضي و ظلت شهرته تمتد و أغانيه تلقى رواجا و إقبالا كبيرين حتى يومنا هذا.
رغم الموت الذي غيبه منذ العام 1994 فقد ظل صوت الشاب حسني المميز يتردد صداه في القلوب و الآذان لدي أجيال متواصلة من عشاقه و محبي أغاني الراي، فقد كان صوته مميزا جدا يمتلك خامة خاصة تنطلق بها أحاسيسه التي كان ينفعل في أدائه معها بصدق مع المعاني و الكلمات التي كان يؤديها، لذلك حاز الشاب حسني على إعجاب و محبة الناس و عشقه الصغار و المراهقون و الشباب و حتى كبار السن.
مواضيع أغانيه
كانت مواضيع حسني الغنائية نابعة من الواقع الذي ارتبط به ارتباطا وثيقا في حياته الخاصة و حياة الشباب الجزائري و تفاصيل الحياة في المجتمع ، فقد غنى للحب و الفراق و الهجرة و الغربة و الظلم الاجتماعي و العلاقات و الوضعية المعيشية التي ولدت المعاناة لدى الجزائريين و هو ما عكسه حسني في أغانية فكانت صلته بجمهوره وثيقة جدا و علاقته بهم متينة و نبضه قريبا إلى نبضهم و اهتماماتهم.
بدايات حسني الفنية
1- الحفلات و السهرات
كانت بدايات حسني من خلال السهرات الفنية و الحفلات و الأعراس، و قد ظهر تميزه في أداءه منذ بداياته عندما كان يؤدي الأغاني التراثية بوهران و منطقة الغرب الجزائري و هو الرضيد و المنبع الذي اعتمد عليه فن الراي بالأساس و اعتمد كبار الفنانين الجزائريين في هذا المجال كالشاب خالد و الشاب ماما و غيرهم كثير.
2- خلفيته الرياضية
رغم أن حسني بدأ الغناء مبكرا بمشاركاته في الحفلات و الأعراس و السهرات المنظمة، إلا أن دخوله هذا العالم بشكل نهائي كان بعد إصابته في ملاعب كرة القدم فقد كان لاعبا ضمن احد فرق مدينة وهران من القسم الثاني و كان بمكن أن يكون له مستقبل في عالم الكرة كذلك، لكن الأقدار غيرت مساره و جعلت منه نجما غنائيا مشهورا.
شهرة الشاب حسني و تميزه
بدات شهرة حسني تتسع و اسمه يشتهر و تربع على عرش الراي منافسا لكبار فنانيه و انطلق في مشوار داخليا و خارج الجزائر في رحلات عديدة أوصل من خلالها طابع الراي إلى منطق مختلفة في العالم و أوصل معه صوته المميز و نال الإعجاب و الشهرة و المكانة الرفيعة في هذا المجال.
1- كثرة إنتاجه الفني
عرف عن حسني كثرة إنتاجه للأغاني و الألبومات الغنائية فقد كان يعبر عن مشاكله الخاصة و مشاكل الشباب الكثيرة و يتفعل مع كل جديد و مستجد، و كان لإقبال المنتجين عليه أثر كبير في زيادة أغانيه و ألبوماته و تنوع موضوعاته و ألحانه.
2- انفتاحه الفني على الألحان
بالرغم من أن حسني كان يؤدي الراي كطابع خاص و مميز إلا أنه كان منفتحا على الالحان المختلفة الجزائرية و العربية و حتى الغربية كما تظهر ذلك أغانيه فقد تأثر بفنانين عديدين أعاد توزيع ألحالنهم في أغانيه و أخرجها بشكل رائع و مميز و أداء خاص به. و هو ما أعطى لإنتاجه تنوعا امتد في تأثيره و انتشاره و كسب الإعجاب و المتابعة. و كانت ألبوماته تحقق في مبيعاتها أرقاما قياسية و عالية تفوق في بعض الأحيان نبيعات الكثير من الفنانين في الوطن العربي و العالم.
سر اغتيال الشاب حسني
كانت سنوات التسعينات من القرن الماضي سنوات سوداء بالنسبة للجزائريين فقد عرفت تلك الفترة بعشرية الدم الحمراء و كانت البلاد تعاني من حرب أهلية ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الجزائريين و شهدت تصفية المئات من المشاهير في كل المجالات من الصحفيين و الأكادميين و الفنانين و غيرهم، و لازلت حادثة اغتيال الشاب حسني في 29 سبتمبر 1994 غامضة و ملفا مجهولا لا يعرف بالضبط الجهة التي تقف وراءه، إلا أن التحاليل الأقرب للحقيقة تذهب إلى أن اغتياله جاء ضمن سلسلة اغتيالات قامت بها السلطات الجزائرية عبر أجهزة مخابراتها لمحموعة كبيرة من المشاهير للتأثير على الرأي العام و توجيه تعاطفه في حربها على الجماعات المسلحة التي كانت عادة ما تتهم بالوقوف وراء مثل هذه العمليات.
و قد كان لاغتيال الشاب حسني وقع الصدمة في الجزائر و لدى جمهوره و محبيه الكثيرين من الشباب خصوصا و غيرهم، فقد كان صوتا لهم و معبرا عن مآسيهم فقد عرف بأنه ملك أغنية الراي العاطفية ( السونتيمونتال) القريب من اهتمامات الشباب و المعبر عن أحاسيسهم. خاصى أن الشاب حسني كان ابن الأحياء الشعبية و كان من عائلة فقيرة من مدينة وهران الباهية التي ولد بها يوم 1 فبراير 1968.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق