"ليسوا سواء".. بهذه الآية من القرآن الكريم عنون مؤرخ يهودي-أندري نوشي -من أصل جزائري- رسالته إلى سفير إسرائيل بفرنسا، والتي انتقد فيها الحرب الإسرائيلية الدائرة بقطاع غزة، معتبرا أن الإسرائيليين بخوض هذه الحرب يحفرون قبورهم.
وفي رسالته التي كتبها ونشرتها وسائل إعلامية مطلع الأسبوع الجاري قال الدكتور أندري نوشي -الأستاذ الشرفي بجامعة "نيس" الفرنسية- للسفير دانيك شيك:
سيدي السفير:
هذا اليوم في تقليدكم هو شباط , يوم وجب أن يكون يوم سلم, لكنه في الواقع كان يوم حرب. فبالنسبة لي و منذ عدة سنين, يثير الإستعمار الإسرائيلي لفلسطين واغتصاب أراضيها سخطي. وإني لأكتب لكم باعتباري فرنسيا, يهودي المنشأ وفاعلا في اتفاقيات التعاون بين جامعتي نيس وحيفا.
لم يعد من الممكن الصمت أمام سياسة الإغتيالات والتوسع الإمبريالي لإسرائيل. إنكم تتصرفون تماما كما تصرف هتلر في أوربا إزاء النمسا وتشيكوسلوفاكيا. إنكم تزدرون قرارات الأمم المتحدة مثلما استخف هتلر بقرارات عصبة الأمم, وإنكم تغتالون النساء والأطفال دون خشية من عقاب. إنكم تركبون التفجيرات والإنتفاضة كمطية لجرائمكم.
وكل ذلك هو نتيجة الإستعمار غير المشروع وغير الشرعي الذي لا يعدو أن يكون سرقة. إنكم تتصرفون على شاكلة مغتصبي الأراضي وتضربون بعرض الحائط تعاليم الأخلاق اليهودية, فالخزي لكم وبئسا لإسرائيل.
أنتم لا تعون أنكم تحفرون قبوركم بأيديكم لأنكم لم تدركوا أنه محكوم عليكم بالعيش سويا مع الفلسطينيين والدول العربية ! إن افتقدتم لهذا الذكاء السياسي, فلستم إذن بأهل لتدبير الساسة, وعلى قادتكم أن يستقيلوا. إن بلدا يغتال رابين ويعظم من اغتاله, هو بلد خال من الأخلاق والشرف.
فبحق السماء, ليميتن ربكم المجرم شارون. ومثلما تم هزيمتكم بلبنان سنة 2006, فسوف تلحق بكم على ما أرجو, هزائم أخرى. وستقتلون كذلك شبابا إسرائيليا, لأنه تنقصكم شجاعة إبرام الصلح. فكيف يمكن لليهود الذين طالما عانوا الأمرين من النازيين, أن يتشبهوا بجلاديهم الهتليريين ؟
بالنسبة لي, ومنذ سنة 1975 لا يزال الإستعمار يبعث في شخصيا ذكريات خلت, ذكريات الهتلرية, إذ ليس ثمة فرق جوهري بين قادتكم و قادة ألمانيا النازية.
وإني شخصيا سوف أحاربكم بكل ما أملك من قوة, كما قمت بذلك بين سنتي 1938 و 1945, حتى تقضي عدالة البشر على الهتلرية التي هي في صميم بلدكم.
فبئسا لإسرائيل ولينزلن إلاهكم على قادتها كل النقمة التي يستحقونها. وإني كيهودي من قدماء الحرب العالمية الثانية, فإني أخجل مكانكم. لعنكم ربكم إلى أبد الآبدين. أتمنى أن تلقوا جزاءكم.
أندري نوشي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق